Islam House

Wednesday, September 15, 2010

واجب المسلمين في الحفاظ على الأقصى


سؤال يطرح نفسه إذا كان هذا هو واقع المسجد الأقصى، وإذا كانت محاولات الهدم والتهويد ماضية على قدم وساق، فما هو دورنا في إنقاذ المسجد الأقصى والدافع عنه؟

والإجابة عن ذلك أن ما يستطيعه المسلمون كثير ومتعدد. فهناك وسائل متنوعة يمكن أن تدفع على كل فرد منا جرم السكوت على الانتهاكات الصهيونية المتواصلة لحرمة المسجد الأقصى المبارك. ولكن المهم هو النية الصادقة، وأن يحسن كل منا ما يملكه من هذه الوسائل، فقيمة كل امرئ ما يحسنه.

ففيما يتعلق بالشعب الفلسطيني، يتمثل دوره في المرابطة لحماية المسجد الأقصى المبارك، والتنبه للأخطار التي قد يتعرض لها. وهذا الدور كثيرا ما ساهم في تراجع اليهود عن تنفيذ مخططاتهم تجاه المسجد المبارك، خشية اندلاع انتفاضة، كانتفاضة الأقصى 2000م، والتي كان من نتاجها المبارك منع اليهود من تدنيسه ب"الزيارة" خوفًا على سلامتهم، لمدة تقارب 3 سنوات. وصدق الله القائل: "أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين".

أما الشعوب الإسلامية الأخرى، فدورها الالتحام والتعبير والتأييد لكل مشاريع الحفاظ على المسجد الأقصى، وأن يكون للعلماء والقادة والقوى والأحزاب والفعاليات المختلفة دور في قيادة الشارع وإطلاق حملة سياسية وإعلامية وشعبية للدفاع عن المسجد الأقصى.

وعلى مستوى الفرد المسلم، تتمثل أهم الوسائل التي تساعد على دعم المشروع الإسلامي في الأقصى، وحفظه، وتطهيره، في:

التغيير يبدأ من الداخل. قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، فتربية النفس التربية الصحيحة على عقيدة الإسلام هي الأساس، واستحضار النية الصادقة في نصرة المسجد الأقصى المبارك خطوة أولى.

· عدم نسيان قضية المسجد الأقصى المبارك، وتكرارها في المجالس، وعند الزملاء باعتبارها القضية الأولى.

· الدعاء وإعطاؤه قدره في أوقات الفراغ .. وقد يجلب الدعاء ما لا تجلبه ملاقاة الأعداء!!

· الصدقة والدعم المالي، ومد يد العون لأيتام شهداء الفلسطينيين وأهاليهم.

· اليقين بالنصر المؤزر المؤكد، والتذكير بأن العاقبة للمؤمنين والتأكيد على ضعف المشركين والكفار، وغرس سنة الله المداولة بين الناس، وأن أي دولة مهما كانت قوية ولكنها ظالمة فمآلها إلى السقوط.

· الإعلام بالقلم والصورة وبكل وسيلة ممكنة من الوسائل التي تفيد في طرح القضية والتذكير بها، خاصة وقد رأينا كيف لعب سلاح الإعلام دورا رئيسًا في توطيد أركان الكيان الصهيوني.

· دور الآباء مع أبنائهم في زرع العداء لليهود في نفوسهم، وأهمية نصرة المسلمين ومعاونتهم.

· دور المعلم في المدرسة وخصوصاً مدرس التاريخ والمواد الشرعية والعربية في التذكير والتعريف بقضية القدس والمسجد الأقصى.

· دور إمام المسجد في الحي التابع له عن طريق قنوت أو نصيحة في تعريف المسلمين بأهمية المسجد الأقصى ومكانته في الإسلام.

· دور المرأة المسلمة بحمل الهم للمسلمات والزوج والولد وتربيتهم على الغيرة على المقدسات، والذود عنها، ورفع الانتهاكات التي تتعرض لها.

· دور المؤسسات والمحلات التجارية في المقاطعة الاقتصادية والمالية لليهود، والتي ألحقت بهم خسائر فادحة لا يزالون يعانون آثارها.

· تحرك رجال الأعمال والتجار بأموالهم.

· تشجيع الجهات التي لها اهتمام كبير بقضية القدس و فلسطين عامة ، وتشجيع الجهود الفعالة الجهادية والإشادة بها.

وإن كان لنا من كلمة فلنا أن نلقي الضوء على جهود المقدسيين في الحفاظ على المسجد الأقصى لعلها تكون قدوة للغافلين من المسلمين، أو من يتشدقون بأن الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم وقضيتهم.

قاوم الفلسطينيون محاولات التهويد، واخذوا يدافعون عن مدينتهم وكانت خطوتهم الأولى إنشاء (الهيئة الإسلامية العليا) التي انطلقت في عملها استنادا إلى فتوى شرعية مضمونها: (انه إذا احتلت أراضي المسلمين من قبل غير المسلمين فعلى المسلمين أن يديروا شؤون أنفسهم بأنفسهم). وبناء على ذلك تم إنشاء المدارس الشرعية، والمحاكم الشرعية. وقد نجحوا في إخراج الجيش الصهيوني من المسجد الأقصى، ومن دوائر الأوقاف. كما أنشئوا مدارس الأيتام الإسلامية، وأسسوا (المقاصد الخيرية الإسلامية) التي فتحت بضعة مستشفيات. ويناضل الفلسطينيون من اجل أن يبقوا مدينتهم عربية إسلامية.

ويوما بعد يوم يدرك الصهاينة إن كل محاولاتهم للاستيلاء على بيوت داخل البلدة القديمة باءت بالفشل لذلك يحاولون إقامة مستعمرات خارج مدينة القدس ليحاصروا بها المدينة .

تحدث ابن القدس والمسؤول عن ملفها المرحوم فيصل الحسيني عن ( القدس منذ حزيران-يونيو 1967) في محاضرة ألقاها في 22 كانون الأول-ديسمبر 1997 فقال: ( إن معارك عنيفة خاضها الفلسطينيون من اجل الاحتفاظ بمؤسساتهم الثقافية والاجتماعية في القدس، وعملوا بكل قوة لمنع إلحاق هذه المؤسسات بالمؤسسات الإسرائيلية وقد مكنت هذه المعارك والمواجهات الفلسطينيين من الحفاظ على الشخصية العربية الإسلامية في القدس كما هي، ولم تسمح بان تكون إسرائيل هي المسيطرة. فالتجار الفلسطينيون رفضوا الانضمام إلى الغرفة التجارية (الإسرائيلية) كما احتفظ الفلسطينيون بمؤسساتهم الصحية والدينية والتعليمية وقد توجت كل هذه الجهود في التسعينات من القرن الماضي عندما أسس الفلسطينيون بمدينة القدس مركزا ومؤسسة مهمة سميت : (بيت الشرق) استكمالا للتواجد الفلسطيني في هذه المدينة. وأضاف الحسيني يقول إن أبناء القدس لا يزالون يقاومون سياسة العزل والتهويد وصد عملية التقدم الاستعماري في البلدة القديمة وينظم الشبان في لجنة القدس وفروعها وهم في صراع دائم مع الصهاينة الذين ماانفكوا يعملون من أجل توسيع حدود بلدية المدينة لتصبح 72كم2 ،والهدف هو جلب المزيد من المستعمرين اليهود إلى مدينة القدس ومنافسة الأغلبية العربية فيها.

ومما يؤكد أهمية هذا الدور ما يظهر يوميًا من أخبار ورؤى تتحدث عن فشل محاولات التهويد، حتى أن مؤرخا إسرائيليًا وصف محاولة تغيير معالم القدس بالخاسرة. وقال موشيه اميراف في حوار مع صحيفة فرانكفورتر روند شاو الألمانية أن المفاوضات التي جرت في كامب ديفد بالولايات المتحدة عام 2000، وشارك هو فيها كمستشار لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، شهدت اتفاقا بين الفلسطينيين والإسرائيليين على نحو 95 % من المسائل المتعلقة بالقدس.

وقدمت الصحيفة الألمانية للحوار بالإشارة إلى أن أميراف، يعد أبرز خبير إسرائيلي في شأن القدس، وعمل قبل سنوات مستشارا لعمدة المدينة الأسبق تيدي كوليك، وصدر له هذا العام(2009 ) كتاب بعنوان :)عقدة القدس).

وقال المؤرخ الإسرائيلي بأن قيام المستوطنين اليهود، بمساعدة الشرطة الإسرائيلية، في طرد السكان الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح العربي بالقدس مؤخرا، يعد محاولة منهم لفرض واقع جديد، يؤدي إلى إعاقة أي مفاوضات تجري لتقسيم القدس.

ونبه إلى أن القدس أصبحت، منذ فترة طويلة ،مدينة مقسمة واقعيا بشهادة رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود أولمرت، واعتبر أن المستوطنين يخوضون في القدس معركة خاسرة لن تغير من واقع التقسيم الموجود بالمدينة.

وأشار إلى أن تشييد إسرائيل أوائل سبعينيات القرن الماضي للمشروعين الاستيطانيين الكبيرين بيغات زييف وراموت بتكلفة عشرة مليارات دولار، قد أسهم في تغيير الوضع الديموغرافي والجيوغرافي بالقدس الشرقية.

ولفت أميراف إلى حدوث تحول بمواقف الإسرائيليين من القدس حيث أيد 5% منهم قبل ثلاثين عاما تقسيم المدينة بينهم وبين الفلسطينيين، في حين وافق 60% منهم مؤخرا على إلحاق الأحياء العربية وحدها هناك بالدولة الفلسطينية المستقبلية.


http://ar.netlog.com/groups/Aoyon_Alqasa/forum/

No comments: